فــوائـد الشيخ سليم الهـلالـي
قال حفظه الله في الآية: *(فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ)
سورة الأعراف:79
• الجماهير دائمًا تتبع سياسة القطيع، وأكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان حر يفكر بشكل عقلاني.
• فكيف إذا اجتمع مع التفكير الحر إيمان بالله ومنهجه؟ فعندئذ تبدأ محاولات الإقصاء أو القضاء.
• القطيع في الحقيقة لا يكره رأيه لأنه في قرارة نفسه يقر بأنه على الحق، ولكنه يكره جرأته في امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه كي لا يكون عبدًا إلا لله رب العالمين.
• وهذا تحديدًا ما لا يعرفه القطيع. أهـ .”
——————
✍🏼
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن كلام الشيخ سليم -حفظه الله- يحمل في طياته تفسيرًا عميقًا لسلوك الجماهير تجاه الإنسان الحر الذي يفكر بعقلانية ويتبع منهج الله. ولنرتب هذا الكلام بطريقة علمية سلفية، مع بيان الأدلة والتحليل المنهجي:
--
1. الآية القرآنية وأصل الموقف
قال الله تعالى:
(فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف: 79].
- تفسير الآية:
هذه الآية تصور موقف نبي من الأنبياء -عليه السلام- بعد أن بلغ رسالة ربه ونصح قومه، لكنهم رفضوا نصيحته. النصيحة هنا هي إرشاد إلى الحق والخير، ولكن القوم لم يقبلوها لأنهم لا يحبون من يذكرهم بالحق ويخرجهم من دائرة الراحة والتبعية العمياء.
- العبرة:
الأنبياء والمصلحون دائمًا ما يواجهون رفضًا من أقوامهم لأنهم يدعون إلى التحرر من الأهواء والتبعية العمياء، وهذا ما يحدث مع الإنسان الحر في كل زمان ومكان.
--
2. سلوك الجماهير (سياسة القطيع)
الجماهير غالبًا ما تتبع ما يسمى "سياسة القطيع"، أي أنها تسير وراء الأغلبية دون تفكير نقدي أو تحليل عقلاني. وهذا السلوك مبني على غريزة الخوف من التميز والخروج عن المألوف.
- الإنسان الحر:
هو الذي يفكر بعقلانية، ويبحث عن الحق، ولا يخضع إلا لشرع الله. هذا النوع من الأشخاص يُعتبر تهديدًا للقطيع لأنه يُظهر لهم أن هناك طريقًا آخر غير الطريق الذي يسيرون فيه.
- كره القطيع للإنسان الحر:
القطيع لا يكره الإنسان الحر لأنه على باطل، بل لأنه يمتلك الشجاعة للتفكير بشكل مستقل وعدم الخضوع إلا لله. هذه الجرأة تُظهر ضعف القطيع وتبعيتهم، مما يدفعهم إلى محاولة إقصاء أو حتى القضاء على هذا الإنسان الحر.
--
3. سبب كره القطيع للإنسان الحر
القطيع في قرارة نفسه يعلم أن الإنسان الحر على الحق، لكنه يكره جرأته واستقلاليته.
- السبب الرئيسي:
القطيع لا يفهم معنى الحرية الحقيقية، وهي أن يكون الإنسان عبدًا لله وحده، ولا يخضع لأي قوة أخرى. هذه الحرية تجعل الإنسان غير قابل للاستعباد من قبل البشر أو الأهواء، وهذا ما يهدد سلطة القطيع وقوته.
- الدليل الشرعي:
قال الله تعالى:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب: 36].
المؤمن الحقيقي لا يخضع إلا لشرع الله، وهذا ما يجعله حرًا من قيود البشر.
4. محاولات الإقصاء أو القضاء
عندما يجتمع التفكير الحر مع الإيمان بالله ومنهجه، يصبح هذا الإنسان هدفًا للقطيع.
- أسباب المحاولات:
الجماهير تحاول إقصاءه أو التخلص منه لأنه يُظهر عيوبهم ويُذكرهم بحريتهم المفقودة. هذه المحاولات تأتي من خوف القطيع من التغيير ومن فقدان السيطرة على الأفراد.
- التاريخ يشهد:
هذا ما حدث مع الأنبياء والمصلحين عبر التاريخ. قال الله تعالى عن قوم نوح:
(قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) [الشعراء: 116].
فكانت محاولات الإقصاء والتهديد بالقتل بسبب دعوتهم إلى الحق.
5. الخلاصة والعبرة
- العبرة الأولى:
الإنسان الحر الذي يفكر بعقلانية ويتبع منهج الله يكون دائمًا في مواجهة مع الجماهير التي تفضل البقاء في دائرة التبعية والراحة.
- العبرة الثانية:
الجماهير تكره من يذكرها بالحق ويحثها على التحرر من قيودها، مما يدفعها إلى محاولة إسكاته أو إقصائه.
- العبرة الثالثة:
هذا الصراع بين الحق والباطل، وبين الحرية والتبعية، هو سنة إلهية، قال الله تعالى:
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ) [الفرقان: 31].
فنسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على أن نكون أحرارًا في تفكيرنا، خاضعين لله وحده، غير تابعين للقطيع ولا للأهواء.
أقــوال الشيخ سليم الهـلالي
| ,قال الشيخ العلامة المحدث سليم الهلالي
|[ الحق لا يعرف بالكثرة وعدد الأصابع المرفوعة إذا أن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرجلان ويأتي النبي ومعه الرجل الواحد ويأتي النبي وحده ، ومنه يتبين أن صدق الداعية لا يعرف بكثرة أتباعه أو أشياعه .]|
|( بهجة الناظرين جـ ١ صـ ١٥٣ )
قال الشيخ سليم الهلالي حفظه الله :
|[ تتعارف الأرواح بحسب الطباع التي جُبلت عليها، ولكن ينبغي تهذيب النفس لتحب وتألف المؤمنين الصالحين، وتنفر وتفر من الكافرين والمشركين والمبتدعين . ]|
|( بهجة الناظرين جـ ١ صـ ٤٣٧ )
قال الشيخ العلامة سليم الهلالي
ظهر في هذه الآونة رجل يقال له محمد بن حسن الددو.
يقول أن جبل أحد صحابي وهو الصحابي الوحيد الذي بقي من زمن الرسول إلى اليوم.
فهذا الرجل إخواني محترق اشعري جلد
صوفي مائع
وهذا القول لم يقل به أحد من علماء المسلمين ولا عامتهم
وهذا الرجل يستدرك على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ العلامة المحدث
|[ يثاب المسلم على ما سُرق من ماله، أو ما غصب منه ، أو أُتلف منه ، إذا
احتسب ذلك عند الله تعالى . ]|
|( بهجة الناظرين جـ ١ صـ ٢١٢ )
قال الشيخ العلامة المحدث
|[ يثاب المسلم على ما سُرق من ماله، أو ما غصب منه ، أو أُتلف منه ، إذا
احتسب ذلك عند الله تعالى . ]|
|( بهجة الناظرين جـ ١ صـ ٢١٢ )
سيرة الشيخ سليم بن عيد الهلالي
مختصر
نسبته:
سليم بن عيد بن محمد بن حسين الهلالي نسبًا، النجدي موطنًا، الفلسطيني مولدًا، الأردني دارًا وإقامة.
مولده:
ولد في مدينة الخليل من فلسطين المسلمة سنة 1377هـ.
شيوخه:
1- محمد ناصر الدين الألباني.
2- عبد العزيز بن باز.
3- محمد صالح العثيمين.
4- محمد تقي الدين الهلالي.
5- عبد المحسن العباد.
6- عطاء الله حنيف.
7- بديع الدين الراشدي وأخوه محب الله.
8- حماد الأنصاري. وغيرهم كثير.
الدراسة الأكاديمية:
أستاذ في الحديث النبوي الشريف. حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة البنجاب في لاهور باكستان سنة 1418هـ
مؤلفاته:
صدر له ما يزيد عن ( 300 كتاب ) بين تأليف وتحقيق وشرح، منها:
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين.
– موسوعة المناهي الشرعية.
– لماذا اخترت المنهج السلفي.
– الجماعات الإسلامية.
– زبدة الأفهام شرح عمدة الأحكام وغيرها.
وترجمت كتبه إلى عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والأندونيسية والسواحلية والتركية والفارسية والبرتغالية....إلخ.
من جهوده الدعوية:
- مؤسس مركز الإمام الألباني رحمه الله.
– رئيس تحرير مجلة الأصالة السلفية.
– المشرف العام على مجلة الصحيفة الصادقة المتخصصة في تقريب السنة بين يدي الأمة.
- المشرف على منصة البلاغ المبين للعلوم الشرعية.